Articles traduits à l'arabe


Je tiens à remercier chaleureusement Aicha BOUCHAMA qui a proposé la traduction de certains de mes articles .
   
متشردون بين البيضاء و نيويورك
 

اليوم اتقاسم معكم سفري ،سفر لا كالأسفار ,هو سفر استثنائي , لبلد كبير , يتكون من ولايات عديدة ومتحدة, بالتأكيد عرفتم وجهتي أين كانت, نعم إنها الولايات المتحدة الأمريكية .
صدفة كانت ه
ي أم حقيقة , لم أعرف كيف حصل ,هي جمعية جديدة تمت نشأتها على الصعيد العالمي استدعتني من اجل يوم للبحث في عدة مواضيع تتعلق بالشباب أولاوياتهم طموحهم وأحلامهم.
الكل مر بسرعة، حصلت على رخصة الإقامة بسرعة فائقة, لا تأخر ولا تعقيد حتى اني لم  أنتظر كثيرا . ليس كنظيرتها الفرنسية التي تطلبت مني الكثير من الوثائق, فهذه المرة تعلق الآمر بملئ استمارة عبر الأنترنيت و نسخها ثم تقريرها،أداء المصاريف ثم مقابلة في القنصلية الأمريكية بالبيضاء وهاهي التأشيرة جاهزة في أيام قلائل.
ثماني ساعات هي مدة السفر من البيضاء إلى نيو يو رك ،أثناء هذا الوقت أكلت ،قرأت،وتأملت لحسن حظي أن مكاني كان بجوار النافذة الشيء الذي أثر في كثيرا خاصة و أنا أرى ضخامة السحاب عن قرب وبُعد البحر عن السماء من زاوية أخرى.
وصلت لنيويورك في مطار "جوهن كينيدي"( الرئيس الأمريكي الذي قال مقولته الشهيرة "لا تسأل عما يمكن أن يفعله بلدك لك الأجدر أن تسأل نفسك ماذا يمكنك أن تفعله أنت لبلدك"), وهو مطار بثماني محطات إنه مطار حقا ضخم.
أول مآستلهمني لحظة وصولي إلى عاصمة العالم هو أن الكل كبير ,سيارات كبيرة ,إقامات شاهقة, ناطحات السحاب، الطرق واسعة ،الفنادق ، المطاعم ،الناس ،الكل الكل هناك كبير.
الفندق الذي أقمت به كان يتواجد بالقرب من منطقة "تايمزسكوير"الشهيرة مكان ولا أجمل, حيث يتواجد بها أعمدة ضخمة للإعلانات ،متاجر مثيرة للاهتمام ،مسارح جميلة الألوان ، قاعات السينيما ضخمة الإنتاج، مطاعم لذيذة المذاق والكثير الكثير من الناس فاغتنمت الفرصة وأطلقت العنان لأتجول وحيدا في هذه المنطقة .
ثاني الأشياء التي أثارتني آلا و هي أن الولايات المتحدة الأمريكية بكبرها وضخمتها, هي كذالك لها نصيبها من المتشردين نعم ,المتشردون إنهم الفئة التي لا تملك سبيلا إلا الشارع تراهم بملابس متسخة و بالية يتسولون من العابرين يطلبون المال و الطعام و الشراب, هنا انتابني شعور أن للولايات المتحدة الأمريكية نقطة تلاقي مع بلدي المغرب فشوارع نيويورك ممتلئة بالمتشردين, كشوارع البيضاء إلا أن هذا الإحساس لم يدم طويلا فشتان بين مشردي نيويورك و مشردينا!!!!!!
هذه الأخيرة أكثر بؤسا من الأولى ففي البيضاء مثلا ما إن ترغب في فتح ما تريد أكله في الشارع العام حتى تجد اثنان من المتشردين يسألانك أن تتقاسم معهما ما أردت أن تفتحه وأنت لحد تلك لحظة لم تفتحه !!


ثالت ملاحظاتي كانت لها صلة بالمتشردين أيضا ففي نيويورك هذه الفئة تأكل من القمامات, نعم يأكلون من سلات المهملات التي تختلف تمام الإختلاف مع سلاتنا, فالمتشرد في نيويورك عندما يُحس بالجوع يتجه مباشرة الى سلة من سلات المهملات ,او بتعبير آخر سلة المتبقيات ,ويقينا يجد ما يسد رمقه بل و حتى ما يقبع جوعه ،يجد شراب وما تبقى من خبز مملوء بلحم أو غيره وممكن أن يجد بطاطا مقلية كذالك, ومثلجات..... فسلة المتبقيات عندهم بمرتبة ثلاجة الفقراء أو المتوسطين عندنا !!!
إذن ادعوا المتشردون المغاربة والأمريكان إلى تبادل الزيارات فيما بينهم فقبل استخلاص الفرق بين متشردينا و متشردي أمريكا يمكن الإحساس بمدى واقعنا المُر.
أخيرا،شاهدت فيلما وثائقيا حول سوق ممتاز مشهور بالولايات المتحدة الأمريكية إنه السوق العملاق ،فهو يوضح كيف أن الأسواق والأسواق الممتازة ترمي الأطنان من المواد الغذائية :فواكه ،خضر مطهية و ناضجة علب الياغورت نصف المفتوحة, المواد التي اقترب آجل استعمالها أو مازال ،المخبزات التي تلقي بالقمامة كل أنواع الخبز و المملحات في نهاية كل يوم .
فعندما نلاحظ قمامات هذه الأسواق في نهاية كل يوم وللإشارة لا يرمون كل هذه المواد بعشوائية بل يضعونهم أولا بعلب بلاستيكية وكل نوع معزول عن الآخر كي يبقى بنكهته ولا يضيع مذاقه.
هناك دراسة أخرى أظهرت أن 25% من الغذاء المنتوج في الولايات المتحدة الأمريكية يضيع كل سنة ناهيك عن المنتوجات الغدائية المرمية في سلات المهملات وفي انجلترا نفس الشيء الذي بإمكانه تغطية مليون شخص إنها حقيقة مدهشة وصادمة .
حظي كل من المتشردين والقمامات على حصة الأسد في مقالي اسمحوا لي لكنها حقيقة مؤلمة لأمثالي من يعيشون في بلد في طور النمو
وأخيرا أقول سافروا فلا شيء يطور الذكاء مثل السفر"ايميل زولا"




مقالة إسماعيل العلوي
إعادة صياغتها للعربية عائشة بوشامة

pour lire l'article en français, cliquez ici